هلّ على المسلمين ضيف كريم عزيز، ضيف تهفو إليه النفوس المسلمة، وتتوق له الأرواح المؤمنة، ضيف تنبسط له الأسارير، وتبتهج له القلوب.

وكيف لا نفرح بشهر تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار، وتغل فيه الشياطين، وتضاعف فيه الحسنات، وترفع فيه الدرجات، وتغفر فيه الذنوب والخطايا والسيئات؟؟!!

ولكن العجب من أولئك الذين يظنون أن شهر رمضان فرصة للنوم والكسل في النهار، واللهو والسهر في الليل، وغالبا ما يكون سهرهم فيما لا يحمد عقباه من انغماس في ملاهي وملاعب وتجوال في الشوارع وهدرٍ للوقت بلا منفعة،ومن المؤسف أن أغلب النساء يكثرن الخروج للأسواق ليلا بحجة شراء ملابس العيد ومع تقنية برامج التواصل تمضي ساعات النهار في إعداد الطعام للتصوير والمباهاة..

والشهر أيامه معدودة والواجب استغلال ثوانيه قبل دقائقه.

ومنهم ومع الأسف من يهمل سنة السحور ويغفل عماتحمله من فضائل، ومنهم من ينام عن أداء الصلاة مع الجماعة نسأل الله العافية والسلامة وقد يمتد النوم إلى المغرب ويجمع الصلوات، ومنهم من يصوم ولا يصلي أو يصلي في رمضان فقط، فمثل هذا لا يفيده ولا ينفعه صوم ولا صدقة، لأن الصلاة هي عماد الدين الذي يقوم عليه، وقدشبه الرسول صلى الله عليه وسلم الإسلام ببناء له أركان تقوم على أسس متينة وثابتة، لا يمكن الاستغناء عن أحدها.

وجعل الصلاة هي الركن الثاني من أركان هذا البناء، فهل بالله عليكم شاهدتم بناء شيِّد وتم له الشموخ وهو متخلخل الأركان؟!

اعلم يا أخي المسلم أن رب رمضان هو رب الشهور كلها، وأن الله مطلع علينا في كل زمان ومكان فينبغي لنا أن ننتهز فرصة الحياة والشباب والصحة فنعمرها بطاعة الله وحسن عبادته وأن نستغل ونغتنم فرصة قدوم هذا الشهر الكريم فنجدد العهد مع الله على التوبة الصادقة في جميع الأوقات من جميع الذنوب، وأن نلتزم طاعة الله مدى الحياة لنكون من الفائزين (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم).